إيمان عزمي
تلك الرواية بين يديكم هي رواية مسلسلة سأضعها على أجزاء نظرا لطول فصولها أتمنى أن تنال أعجابكم تحياتي لكم
الفصل الاول : حياة جديدة _ اليوم سأنضم لزوجي في الفراش مرة أخرى بعد فراق شهرين .. اعتقد أنه قد رتب كل شئ كما أريد . كان هذا هو كل ما يجول فى عقل سهير الشادى و هي جالسة في القطار الذى لم يتحرك بعد و قد أستحوذت المزرعة التى يمتلكها زوجها علي تفكيرها.. تلك المزرعة التى زارتها مرة واحدة قبل موافقتها على الزواج منه منذ ستة اشهر مضت و استعادت فى مخيلتها زيارتها الاولى لذلك المنزل الذى ستعيش فيه مع زوجها بعد ساعات ، و كيف انها بغضته للوهلة الاولى ، فعلى الرغم من أنه يحتل مساحة كبيرة من الارض إلا أنه بدا مبنى مهجور موحش عتيق على الرغم من أن عمر المزرعة لم يكن يتعدى خمسة عشر عام و كادت أن تتراجع عن فكرة موافقتها للزواج من مهندس زراعى يمتلك مزرعة فى اقاصى الصعيد غير أن زوجها همس لها يومها قائلا : _ الاشياء الجميلة لا ترى إلا من داخلها . و قد كان على حق، فما أن خطت خطوتها الاولى عبر الباب الخارجى حتى فغر فاهها لذلك البهو المربع الشكل الذى استقبلها برخامه المرمرى و اعمدته المزينة بالرخام الاخضر و سقفه المرتفع حتى يخيل الى الناظر ان رقبته ستؤلمه بشدة قبل أن يصل الى نهايته حيث النجفة النحاسية الكبيرة ذات الطابع الاسلامى . و بالبهو ممران رئيسيان بكل منهما 6 قاعات كبيرة ثم ممر صغير اسفل سلم الصعود يفضى الى مطبخ يوازى شقة والديها فى الاتساع و حمامان كبيران ثم سلم صغير يتجه للقبو . أما في الدور العلوي فبه ثلاثة أجناحه للنوم و غرفتين نوم صغيرتين.. و لم يكن قد تم الانتهاء من تأثيث أى غرفة بالفيلا بعد. .~.~.~. تحرك القطار خارجا من محطة رمسيس فى تثاقل و كسل كأنه لا يريد أن يغادر أحبابه حتى لا ينتهى به الحال ميتا فى ارض غريبه، هكذا شعرت سهير و هى تتذكر أن اختها قد ذكرت تلك الجملة امامها حين كانت تجلس معها فى غرفة نومها فى اليوم السابق لمغادرتها حيث عجزت عن فهمها حينها. و رغم انطلاق القطار فى طريقه خارج المحطة بذلك البطء إلا أنها شعرت بحماقة كبيرة لتصرفها هذا فقد أخبرها طبيبها بخطورة سفرها على ذلك الوليد الذى لم يتعدى عمره الثلاثة اشهر بعد ، فوضعت يدها حول بطنها فى خوف و هى تدعو الله أن تمر رحلتها بسلام. و استطاع شعورها في تلك اللحظة بالانتصار على الحياة أن يقضى على الخوف. فقد كانت الحياة الهادئة التي عاشتها سهير الشادى وسط أسرتها هي العذاب بالنسبة لها، فالحي المتواضع الذي عاشت فيه سنوات عمرها و المنزل المتواضع الذي كان يخنقها كلما جلست فيه وسط أسرتها الصغيرة و العائلة الكبيرة التي قليلا ما كانت تلتقي بأفرادها لأنها تمقت تعاليهم عليها ، كل ذلك كان يشعرها بالاكتئاب ، فقد أرادت دائما أن تحيا في الوسط الذي أحبته في الجامعة ذلك الوسط التي ظلت لسنوات طويلة تحافظ عليه حتى بعد أن تخرجت و عملت. لذا بدت تلك الزيجة بالنسبة لها هى طوق النجاة الذي انتظرته كثيرا بعد أن فشلت في صنع نفسها بنفسها. فعلى الرغم من ذكاءها الذي يشهد به الجميع إلا أنها منيت بالفشل في التخرج سريعا بل و الاكثر واجهت صعوبات جعلتها تستقيل من عملها بعد ثلاث سنوات من العمل الدئوب.
يتبع
.~.~.~.
التسميات: edit post
0 تعليقات