الفصل الثالث
آدم و الشيطان
قبل أن يعيش ادم في الأرض أراد الله أن يقوم آدم و حواء بتجربة عملية على كيفية مواجهتهما و ذريتهما وسوسة الشيطان و ذلك حتى يكونوا محصنين منها و يعرفوا أن الشيطان كاذب فيما يعد و أنه لا يأتي منه إلا الشر و زوال النعمة. لقد كانت تجربة ادم و خروجه من الجنة بسيطة في أدائها عظيمة في مدلولها.
و يرد الفصل هنا على من يقول أن آدم خرج من جنة الخلد لأنه عصى ربه بقوله:
إذا كان آدم قد خرج من الجنة لأنه عصى فما ذنبنا نحن حتى نرث معصيته و نرث الشقاء .. إن هذا يتنافى مع عدل الله تبارك و تعالى في قوله:
{و لا تزر وازرة وزر أخرى}
إن كل إنسان يحاسب عما فعله فقط و لا يحاسب عما فعله أبواه .. أو جده أو أولاده لأن الإنسان لا يحمل إلا حسناته أو معاصيه.. و من هنا لا يمكن أن يكون آدم عاش في جنة الخلد ثم طرد منها لأنه قد عصى و تحملنا نحن نتيجة المعصية و ورثناها و عذبنا بها بأن نطرد من الجنة.
إن المحصلة هنا أن آدم و حواء خلقوا في الجنة ليتلقى المنهج الذي سيعيشون به على الأرض و يتعلمان أن ما يقول الله عنه افعل فهو الصلاح و أن ما ينهى الله عنه إن فعلاه فسدت الأرض. أي أن الغاية من خلق آدم أن يعيش في الأرض و يعمرها.
و هنا يجب أن نتوقف عند جزئية هامه في الفصل و هي هل حواء هي التي أخرجت ادم من الجنة أم لا؟ و انه لولا إغواءها لبقى ادم في الجنة.
يقول الكتاب: هذا و قد برأ الله حواء من هذه الفرية في قوله تعالى:
((فوسوس لهما الشيطان))
فالآية الكريمة دليل على أن الشيطان هو الذي زين المعصية لآدم كما زينها لحواء. أي أن الشيطان هو الذي قام بإغواء آدم و حواء و لم تقم حواء بإغواء آدم على المعصية و الغواية جاءت من الشيطان للاثنين.
و لان للشيطان طرقه في الغواية فقد زين لهما عملها و أقسم لهما أنه يريد لهما النصح.
{ و قاسمهما إني لكما لمن الناصحين}
و قد صدقا القسم و صدقا أن الشيطان يريد لهما الخير على الرغم من أنه جل جلاله قد بين لهما أن إبليس عدو لهما. و هكذا نجد أن الشيطان يستخدم كل الحيل لإغراء آدام و ذريته على المعصية. و هكذا ستستمر المعركة بين الإنسان و الشيطان إلى أن تقوم الساعة.
............................
ربنا أعنا على ذكرك و حسن عبادتك
و أخلف لعبادك الصالحين عباد صالحين يكملون طريق آباءهم. و يعينوا عبادك على طاعتك.
و أصلح أحوال بنو آدم
اللهم آستجب لدعواتنا
أمتعني عرضك لهذا الكتاب ، أنتظر بقيته وبقية (سهام الحب) بطبيعة الحال ..لقد ارتحت بما فيه الكفاية !
تحياتي
السلام عليكم أخى أحمد
يسعدنى أن الكتاب راق لك و سأنزل فصل أخر قيب بإذن الله.
بالنسبة لرواية سهام الحب الظروف الان لا تسمح لى بعرض باقى الاجزاء
أتمنى من كل من يتصفح المدونة الدعاء لي لاستكمال كتابتها