إيمان عزمي
احتراق

اتسعت عينيها ذعرا و تقلصت معدتها بشدة و هي تستمع لذلك الصوت الأنثوي الرقيق. أخذت تنظر لشاشة الموبايل مبهوتة و قد تأكدت من الرقم. بل تذكرت أن نغمة الكول تون التي سمعتها هي التي اختارتها بنفسها. لم ينطق لسانها بأكثر من تكرار الرقم على مسامعها رغم تأكدها منه. للمرة الثانية يأتيها الصوت الأنثوي ليطعنها في كرامتها، كبريائها، و قلبها و هي تسألها السؤال الذي رغبت هي بشدة في سؤالها لها: _ من أنت ِ؟ شعرت و هي الزوجة أن الصوت الأنثوي أطاح بها آلاف الأميال بذلك السؤال. تحجرت عينيها و هي تتخيل صاحبة الصوت و أحست بالحوائط تطبق علي أنفاسها و كادت تختنق و لولا آيات الاستغفار التي أخذت ترددها لازدادت حالتها سوءًا. ارتمت على اقرب مقعد لها تفتش بين ثنايا عقلها عن إجابة للسؤال الذي أخذ يمزقها. من أنتِ يا صاحبة الصوت؟ ثم أمسكت صورته بين كفيها. أرادت أن تمزقها و قد أغاظتها ابتسامته التي طالما عشقتها لكن لم يطاوعها قلبها. ألقت الصورة جانبا و كأنها تشعل بها المكان. و لو وهلة أحست أن غضبها سيحرق كل شيء. عاودتها ألآم الكُلى مرة أخرى لتزيد غضبها اشتعالا. بل تفجرت الآلام في أنحاء جسدها فاقتحمها صداع الرأس و تشنجت أطرافها و .. إلخ.و بينما تفكر في الأمر أقتحم عالمها طرقات على باب الشقة فانتفضت واقفة تتحرك في كل الاتجاهات .~.~.~. _أكيد أخبرته. سوف ترى. أتخني؟ كذاب. منافق. سأقتلك. لا.لا. خسارة فيك القتل. سأحرمك مني. هنا انهارت على الأرض تبكي. فقد كانت تعلم أنها لن تعاقبه هكذا و لكنها ستعاقب نفسها و تحرمها منه. كانت تعلم أنه لو جاء و اعترف لها بكل شيء لارتمت في أحضانه كأنها المذنبة و سامحته. كانت تعلم و تعلم و تعلم... إلخ. ظل صوت الجرس يعلو ليزعج تخطيطاتها له تارة و ينتزعها من ضعفها تارة أخرى. و أخيرا تحركت كالإعصار ووقفت أمام المرآة تعدل من مظهرها المزري. _يجب ألا يراني هكذا. ثم اتسعت ابتسامتها و هي تقول بتحدي: _ بل يجب ألا يراني. و قالت في سعادة و هي تمسك بمفاتيحه للشقة: _سأدعك تعتقد أنى غادرت لوالدتي، سأتركك تتعذب و أنت تبحث عني في كل مكان. سأجعلك تجن و أنت تعتقد بحدوث مكروه لي. بل سأجعلهم يتهموك بقتلي. ثم كتمت ضحكة شيطانية أرادت أن تنطلق من بين شفتيها و هي تتجه إلي باب الشقة لترى ملامحه المذعورة بعد أن أزداد صوت الجرس علوا. لكنها ما أن نظرت من العين السحرية حتى فوجئت بعدم وجوده. فبحثت عن مصدر الصوت الذي ظل يزداد ارتفاعا حتى أيقظها صوت المنبه لينتشلها من الاحتراق. .~.~.~.
التسميات: edit post
6 تعليقات
  1. إيما Says:

    كانت تحلم!!
    جميلة جدا بجد
    النهاية فاجأتني جدا :)
    وكمان كالعادة رسمتي مشاعر البطلة بتميز جميل
    ربنا يعافينا من الغيرة يا رب ومن نيرانها
    تحياتي يا جميلتي
    :)


  2. عين ألف لا تعليق على تعليقك سوى أنك أنرت المدونة.
    العزيزه إيما
    مرسي يا جميل على كلامك و يا رب ما اتحرم من تواجدك الدائم و لا صداقتنا
    تحيتي لك.


  3. قصة جيدة جدا يا صمت الكلام صخب الكلام -ما هذا الاسم الغريب ؟- النهاية جاءت مفاجئة لكنها منطقية فلا يمكن أن تجري الأمور بهذا الشكل الا في حلم..استخدمت الحلم لتعبري عن مشاعر الشخصية وهواجسها ..فقط أتحفظ على كلمة (الخ) فهي رسمية جدا وبعيدة عن روح العمل الأدبي


  4. Dr. Chandra Says:

    القصة جيدة وان كنت لم استسغها علي الاطلاق لانني صراحة لا احب فكرة الاحلام علي الاطلاق ...
    علي الكاتب ان يدفع بالابطال الي ذروة التعقيد و عليه ايضا ان يخرجهم من هذه الذروة بوسيلة غير الاحلام بالنسبة لي ...


    تحياتي لك ...


  5. الاسم الصحيح اخ أحمد فياض هو صمت المكان صخب الكلام .
    اما بالنسبة للحلم فما يهمنى منه ان يعبر عن داخلية الشخصية اما بالنسبة لتعليقك على كلمة الخ فاتفق معك بخصوصها. و فى اقرب وقت ساغيرها باذن الله


  6. مشكلتك أخى شاندرا أنك تنظر للحلم على انه محاولة للخروج من ذروة العمل مع أن اساس العمل هنا هو أن كل شيء تقوله البطله و يحدث لها يدور في عقلها هيه فى حلمها.
    لا حرمت من تعليقاتك
    بالتوفيق