إيمان عزمي
شمس
تطلّعت إليه. كانت ملامحه تحمل من الهموم أكثر ما تحمل من الجد. و رغم ذلك لم تغادر الابتسامة وجهه قط.لا أعرف كيف يحقق تلك المعادلة الصعبة، فقد جربت مرارا و تكرارا أن أقلده لكنى فشلت. ربما لأن لي طبيعة سوداوية تميل للحزن حتى و إن لم يتواجد. بالأمس كنت أتصفح بريدي الالكتروني فوجدت تلك الرسالة التي ابغضها بشدة. كانت من غادة. دائما تصر على مراسلتي في الوقت الذي احتاج فيه للحديث معها. لو افهم كيف تحبني كل ذلك الحب و لا تشعر بحاجتي إليها. كانت رسالتها مزيج من الاعتذار لعدم قدرتها على ملاقاتي لانشغالها الشديد و كلمات الحب التي لم أرى امرأة مثلها تجيد كتابتها على الرغم من امتلائها بالحياء. غريبة أنت ِ يا غادة . غريبة ككل شيء أهواه. تحدّثت إلى عاطف بكلمات لا تحمل معنى أو هدف. لاحظ شرودي المتكرر و كاد أن يسألني عن أخر تطورات حياتي لكنى وقفت للانصراف في الوقت الذي كان يهم فيه بفتح فمه فأطبقه و هو يستمع لوداعي التي احتار كيف يعلق عليه لذا تركته في حيرته و رحلت. سرت ساعات طويلة دون هدف و أخيرا توقفت أمام كورنيش النيل. كنت متعبا بشدة لكنى لم استطع أن اجر قدمي في تجاه شقتي. فهناك ترقد هي لتموت ببطء لا استطيع أن أتحمله. عاتبتني غادة كثيرا على هروبي منها و كثيرا ما دفعتني للبقاء معها و ربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لرفض رؤيتها لي الآن. لماذا عليا دائما أن أبقى في أماكن لا أريد البقاء فيها. أنا لا استطيع أن اخصها بلمسة حنان و أنا أرى الموت يزورها كل يوم. ألا يكفيني ثلاثة اشهر من العذاب؟! ستقولون أني قاسي القلب . ارغب في موت زوجتي من أجل أن أعيش مع محبوبتي . لكنكم لا تعرفون كم أتمزق بين المرأتين، فكلاهما أحبهما و لا استطيع الاستغناء عنهما. أرجوكم لا تقولوا أني زير نساء، فأنا لا أهوى النساء كما تعتقدون لا أقصد أني أكرههم . أنا فقط أهوي شمس و غادة بنفس القدر. و لا استطيع أن أرى أي منهما تتعذب بسببي. _ آه . آه . شمس. س.. ت.. ت .. سا .. ئلو.. ن لم َ أتأو .. و .. وه؟! و الإجابة أيضا غريبة. دعوني أولا أسرع إلى شقتي و سأجيبكم هناك. *~*~*~* دخلت غرفتنا مهرولا و أنا أكاد افقد تنفسي . كانت شمس راقدة و كأنها على وشك الأفول. شاحبة الوجه. تكاد لا تتنفس. و عينيها شبه مغلقه. و رغم ذلك رقصت الابتسامة الواهنة على شفتيها حين رأتني. صرخت باسمها فلا يمكن أن تكون تلك لحظاتها الأخيرة. و ألا أكون أنا أيضا...... عرفتم الآن لماذا أتأوه؟ إنها ليست المرة الأولى التي اشعر فيها بآلامها . بل إنني دائما ما أتعذب معها كلما تعذبت. لو اعلم كيف تتحمل كل ذلك الألم و هي المرأة الضعيفة في حين أنى أكاد افقد وعي من العذاب و أنا الرجل صحيح البنيان. نظر كل من في الغرفة لي و حاولوا تهدأتي و لكن كيف و هم لا يعلمون علتي ، فانا أموت معها. الآن فهمتم. لا .. لا. الآن أنا الذي فهم. فقلبي لا يحتمل سوى شمس. فقط شمس. نصفي الآخر الذي ولد معي في نفس اليوم . ألسنا نحمل نفس الاسم؟ نعم أنا شمس و هي شمس فكيف تأفل و أب .. ق .. ى .. أ.. ن.. ا ؟! *~*~*~*
التسميات: edit post
2 تعليقات
  1. سلوى Says:

    جميييييييله

    بجد عجبتني جدا

    الأسلوب والكلمات

    وإن كنت أتساءل هل من الممكن أن يسكن القلب شخصين في آن واحد

    دمتى بكل خير


  2. مرسييييييييي كتير
    نعم هناك حالات نادره يصل فيها الحب لتلك الدرجة
    و انتى ايضا