آه يا حزن
يتكلم .. يتكلم.. و يظل يتكلم معي و أنا صامتة. أرد عليه بكلمات مقتضبة.
_ ماذا تريدني أن أقول؟
إن اللسان ليصاب بالشلل التام في تلك اللحظات. فقط دموعي هي التي أخذت ترد عليه بطلاقة تحسد عليها. فقط ظلال اليأس على وجهي هي التي تنطق بكل شيء. فقط تجاعيد الثغر الذي شاخ في ثانية واحدة هي التي تبوح بمكنون نفسي.
لمَ كل هذا الحزن يحرسني دائما دون كل البشر. لمَ جعلني ابنته الغالية.
آه منك يا حزن. كلما هربت منك تلحق بي. كلما أعلنت بيني و بين نفسي أنك نسيت الطريق إلى دربي أجدك شامخا أمامي بوجهك متهللا. اخبرني بالله عليك..كيف أتوه منك مادمت لا تتوه مني؟! كيف أقتلك قبل أن تقتلني؟! أكاد أغرق بين أمواجك الضاحكة عليّ. أكاد على شاطئك أتحلل كل يوم و كل ليلة.
انظر في عينيه. لا تعابير فيهما_ لا الندم أو الخوف. و أنا.. أتحطم.. أكاد اختفى في جلستي كأني مخطئة. أكاد أطلب من السماء أن تبتلعني أرضها. أكاد أقسم بيأس ِ . و دون مقدمات وجدتني آخذ حقيبة يدي لأرحل و سؤال حائر يتردد في رأسي :
_ترى هل سأعود؟!