موت بطيء
خمس سنوات من اللقاء و الفراق، خمس سنوات لم نعرف فيهم الكلل و الملل من تلك الحياة الغريبة التي نحياها . كنا نخاف من التمرد على واقعنا المجنون خوفا من رد الفعل المجهول. و كلما فكرنا في عدد مرات فراقنا يأخذنا الضحك الهستيري لغياباته رغم عمق مهزلتنا. مازال يراودنا نفس شعور المرة الأولى للقاءنا كلما تلاقينا رغم تعاظم أحزاننا. و لسويعات نادرة نتساءل: هل عشقنا استسلامنا حتى استعذبنا استعذابه لنا؟! لكن حتى الخواء يأبى على إجابتنا.
أتحسس جفني كل ليلة كي اغلقهما على يومي المهترء بدونك لكنهما اليوم اتحدتا مع القهر ضدي. تطاردني مشاعري التي أهرب منها لأنها منك لأتعثر في باب الهروب مختبأً في عينيكَ. بدت أفقد صوابي و أنا أشك في حبي لك، بل في عقلي أكثر بعد أن نزعوني منك. أقسم أن الكون أكثر أمانا حين تداعبني ذكرياتنا و أن الشتاء تمحى قساوته حين تطل ابتسامتك على صفحة أيامي. لكنهم يلقون بي للجنون.
احتاج للحظاتنا التي لم تأتي بعد و احتاج لقلمك كما اعتدت كي أبثك أشواقي الخجلة بل احتاجك جانبي كي أتنفس الحياة. أظل أقاوم و أقاوم لكن الأشياء تنهار، فتخبو قوتي و يتضاعف حبي رغم موتي البطيء.
أحمد راشد
أسلوبك أختي العزيزة قد اكتسب قدرة أكثر على التعبير ، وبأت تتحولين إلى لب العملية الإبداعية وهي لغة المجاز والبعد عن التقريرية ، وهذه بإذن الله نقطة فارقة في مسيرتك الأدبية المظفرة وفقك الله . أعجبني للغاية هذا الجزء : كنا نخاف من التمرد على واقعنا المجنون خوفا من رد الفعل المجهول. كانت قريبة من مقطوعة شعرية وفيها تجسيد لحالة الحصار النفسي المحيط بالطرفين وجسدت حالة القلق بشكل متميز .جميل تعبيرك عن حالة من اللاسلم واللحرب في هذه الجزئية:"و كلما فكرنا في عدد مرات فراقنا يأخذنا الضحك الهستيري لغياباته رغم عمق مهزلتنا"فهما رغم أنهما لم يتفرقا إلا أن الانعدام في الثقة لم يفارقهما.أعجبني للغاية عنصر التعاكس في دلالات الألفاظ ، فرغم أن اللقاء الأول يكون الأجمل لكنك اتكأت على عنصر الحصار (حصار الألم للإنسان) بشكل لافت في هذه الجزئية" مازال يراودنا نفس شعور المرة الأولى للقاءنا كلما تلاقينا رغم تعاظم أحزاننا". إذَا هما ليسا حبيبين وليسا عدوين وأول لقاء بينهما كان ألمًا ،ولو حاولت استقراء الخلفية ولغة الخطاب سأجد فيهما أشياء كثيرة في صالح النص بإذن الله.لكني لم أعجب بهذا الجزء وشعرب بأن فيه تكلفًا لفظيًا" و لسويعات نادرة نتساءل: هل عشقنا استسلامنا حتى استعذبنا استعذابه لنا؟! لكن حتى الخواء يأبى على إجابتنا".
أعجبني للغاية التركيز في هذه الجزئية لقد كان التركيز فيها على عنصر المطاردة من ناحية والتواطؤ من ناحية ثالثة وهو ما يعني التأكيد على استحالة مفارقة هذا الحصار:
"أتحسس جفني كل ليلة كي اغلقهما على يومي المهترء بدونك لكنهما اليوم اتحدتا مع القهر ضدي. تطاردني مشاعري التي أهرب منها لأنها منك لأتعثر في باب الهروب مختبأً في عينيكَ" واللغة المجازية أختبئ في عينيك كانت مشعرة بالحالة.
هنا يبدأ ملمح القصة أو الخاطرة في الوضوح مرة أخرى عندما تضيفين واو الجماعة ينزعوني منك ..إنها مجموعة من الأصدقاء الأعداء المنافسين والذين أوقعوا بينهما أو أبعدوه عنها . كان إخفاء ذلك في الخاطرة مشوّقًا ."بدأت أفقد صوابي و أنا أشك في حبي لك، بل في عقلي أكثر بعد أن نزعوني منك".
أعبجبتني لغة المجاز وقد بدأت تستخدمينها بشكل سليم " أقسم أن الكون أكثر أمانا حين تداعبني ذكرياتنا و أن الشتاء تمحى قساوته حين تطل ابتسامتك على صفحة أيامي. لكنهم يلقون بي للجنون."
"أشواقي الخجلة" رائع هذا التعبير والذي يجعل الأنوثة حتى في القلم. بل "احتاجك جانبي كي أتنفس الحياة" تعبير مميز للغاية أفادت دلالةعكسية أنها تتنفس الموت لذلك هي تبحث عن الحياة . أظل أقاوم و أقاوم رغبتي في التعبير عن سعادتي بما كتبتيه لكني لا أجد إلا أن تخبو قوتي وأكتب إليك :
هذه شهادة ميلاد إبداع .. ختم النسر .هذا هو ما كنت أنتظره منذ زمن بعيد
دمت موفقة وباركك الله .
كيف حالك أخى أحمد
أسعدني ردك كثيرا رغم أن التفسير في بعض أجزاءه جاء مغايرا لما أردته تحياتي لك أخى و لنقد الدائم لاعمالى
نص جميل
بلغة شعرية شفافة .
استطاعت التعبير عن "لحظة"
فالموقف في القصة لم يزد عن لحظة من لحظات الزمن القصيرة جداً .
ولكن استطاعت الكاتبة أن تجعل لها ابعاداً اخرى بعيداً عن الزمن برداءه الضيق .
تمنياتي بالتوفيق
شكرا اخي على تعليقك و اسعدني انها راقت لك
حلوة قوي قوي القصة عجبتني جدا
سعيده انها عجبتك
و مرحبا بك ِ فى مدونتي
دمتي بود