الفصل الخامس
مداخل الشيطان إلي الإنسان
قبل أن نبدأ لابد أن نعرف أن هناك نوعين من الوساوس: أولهما وسوسة الشيطان و الأخرى وسوسة النفس البشرية. فالنفس البشرية أنواع:
النفس الطيبة و هي التي لا تفعل إلا طيبا و خيرا.
النفس اللوامة و هي التي يقع صاحبها في المعصية و لكنها تلومه عليها فيعود إلي الخير مرة أخرى و قد يقع الإنسان في المعصية أكثر من مرة.
النفس الأمارة بالسوء و هي التي اعتاد صاحبها السوء فلم يعد يثير فيه أي شعور بالندم و الاستنكار بل هو يعيش مع السوء و يأمر به و يستمتع بذلك.
كيف نفرق بين وسوسة الشيطان و وسوسة النفس؟
إن الشيطان يريد الإنسان عاصيا على أي وجه و لا يهمه نوع المعصية و لكن يهمه حدوثها فتجده يغير الإنسان بالمعاصي و يزينها له و كلما فشل حاول مع معصية جديدة فإن سد الإنسان عليه كل المعاصي تجده يحاول أن يفسد له طاعته بأن يجعله مثلا يتفاخر بالصدقة فيضيع ثوابها أو إذا جاء موعد الصلاة فإنه يحاول منعه من أدائها بأن يغريه بتأجيلها حتى ينتهي من مشاهدة فيلم أو قراءة الجريدة و هكذا و يظل يلهيه و يعطله بأي شيء حتى يضيع وقت الصلاة فإن فشل في ذلك يوسوس له في وضوءه و صلاته و يشككه فيهما فلا يعرف الإنسان هل أحسن وضوءه أم لا و كم ركعة صلاها.
أما وسوسة النفس فهي أن تصر علي نوع معين من المعصية لا تريد غيره أي أنها تلح على صاحبها أن يرتكب معصية بذاتها و يكررها و لا تطالبه بمعصية أخرى.
و هكذا نجد أن إبليس يحاول أن يغوي الإنسان للقيام بأي معصية لذا نجده دائما يلبس الشر لباسا خادعا يجعله محببا إلي النفس سهلا و مرغوبا فيه. فإذا كان الإنسان يعاني ضيقا ماليا يأتي له ليحبب في السرقة و يزينها له بأنها عملية سهلة و بسيطة كأن يغريه بسرقة شيخ عجوز، فإذا كان الإنسان مثلا يعمل صرافا فيوسوس له أنه محتاج للمال الذي في عهدته و أنه سيأخذه كسلفة فقط و يعيده عندما يتيسر حاله قريبا فيأخذه و لا يستطيع رده.
و الشيطان لا يتركك أبدا مادمت على طاعة إلا إذا استعذت بالله دائما و استعنت به فإنه لا يستطيع أن ينفذ إليك و لا يكون له عليك سلطان.
و وسائل الشيطان في الإغواء متنوعة و تتم على مراحل:
النزغ: و هو وأن يدخل الشيطان خاطرا مهيجا إلي نفسك فيثير فيها الغضب و يجعلك الغضب تتصرف تصرفا أحمق لا يتفق مع العقل و لا من الدين.
لذا عندما سأل الرسول ربه كيف يتقي الغضب قال الله تعالى:
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
الهمز: فهو ما يلقيه إليك الشيطان بصوت خافت محاولا أن يدبر لك ما تفعله لتنفذ المعصية.
الوسوسة: فهي المحاولة الدائمة للشيطان بأن يأتي لك من الجانب الضعيف محاولا أن يحبب إلي نفسك الخروج عن طاعة الله و هذا هو العمل الدائم للشيطان.
المس: التكوين الإنساني له استقامة من الملكات بحيث تتسق كل حركة مع غيرها فإذا ما مس الشيطان أحدا من البشر فإن الإنسان الممسوس يفقد انسجام حركات جوارحه.
كأن يدخل إنسان إلي مدرسة أطفال لا يعرفها و ليس له عداء لمن فيها و يقتل الأطفال بلا سبب.
و هكذا نجد أن الشيطان ينزع الإنسان بما يثير في نفسه الغضب و يهمس له بما ييسر له الشر و يوسوس له بما يزين له المعصية و يجعلها محببة إلي نفسه فإذا تمكن من الإنسان مسه فأفقده انسجام حركاته فتصبح تصرفاته نوعا من الهستيريا و التخبط.
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسنت أختي العزيزة في اختيارك للموضوع وهو هام للغاية وقد أفدت منه وأسأل الله تعالى أن يكون كل ذلك في ميزان حسناتك وأن يقينا شر الوساوس وأهواء النفس . أرجو أن تذكري لنا كيفية القضاء على الوسوسة وتطهير القلوب وتزكيتها . اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. أحمد راشد
تحدثت الكثير من الآيات في القرءان عن كيفية القضاء على وسواس الشيطان و كل طرقه و وسائله لافساد الانسان و طاعته ،أولها يتحدث عن طاعة الانسان لله و الرسول مثل:
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (132) سورة آل عمران
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...} (59) سورة النساء
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (92) سورة المائدة
{...وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (1) سورة الأنفال
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (54) سورة النور
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (56) سورة النور
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (33) سورة محمد
{...فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (13) سورة المجادلة
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (12) سورة التغابن
و ثانيهما ذكر الله كلما حاول الشيطان الوسوسة للإنسان حيث تم ذكر إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ في 8 موضع
http://www.ejabh.com/arabic_article_33997.html
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
يسعدني أن تستفيد من الموضوع أخى و يا رب يستجيب لدعواتك
تحياتي لك
موضوع جامد جدًا يا ايمان
تسجيل متابعة
:D
شكرا أخى أحمد
استمتع بمتابعة مقالاتك فى مدونتك
و باقى من الكتاب فصل واحد فقط لكنه مهم
تحياتي لك و للجميع