موت بطيء
خمس سنوات من اللقاء و الفراق، خمس سنوات لم نعرف فيهم الكلل و الملل من تلك الحياة الغريبة التي نحياها . كنا نخاف من التمرد على واقعنا المجنون خوفا من رد الفعل المجهول. و كلما فكرنا في عدد مرات فراقنا يأخذنا الضحك الهستيري لغياباته رغم عمق مهزلتنا. مازال يراودنا نفس شعور المرة الأولى للقاءنا كلما تلاقينا رغم تعاظم أحزاننا. و لسويعات نادرة نتساءل: هل عشقنا استسلامنا حتى استعذبنا استعذابه لنا؟! لكن حتى الخواء يأبى على إجابتنا.
أتحسس جفني كل ليلة كي اغلقهما على يومي المهترء بدونك لكنهما اليوم اتحدتا مع القهر ضدي. تطاردني مشاعري التي أهرب منها لأنها منك لأتعثر في باب الهروب مختبأً في عينيكَ. بدت أفقد صوابي و أنا أشك في حبي لك، بل في عقلي أكثر بعد أن نزعوني منك. أقسم أن الكون أكثر أمانا حين تداعبني ذكرياتنا و أن الشتاء تمحى قساوته حين تطل ابتسامتك على صفحة أيامي. لكنهم يلقون بي للجنون.
احتاج للحظاتنا التي لم تأتي بعد و احتاج لقلمك كما اعتدت كي أبثك أشواقي الخجلة بل احتاجك جانبي كي أتنفس الحياة. أظل أقاوم و أقاوم لكن الأشياء تنهار، فتخبو قوتي و يتضاعف حبي رغم موتي البطيء.