وصف الشيطان: هناك فرق بين الشيطان و إبليس، فالشيطان كوصف عام معناه كل ما يبعد الناس عن طاعة الله و كل من يغري بالمعصية و يحاول أن يدفع الإنسان إلى الشر لذا نجد أن هناك نوعين من الشياطين هما شياطين الإنس و شياطين الجن و كلاهما يجمعهم مهمة واحده هي نشر المعصية و إفساد الأرض. إذا وصف كلمة شيطان هو وصف لمهمة معينة و ليس إشارة لشخص باسمه. أما إبليس فهو شيطان من الجن و كانت له منزلة عالية حتى قيل أنه كان يعيش مع الملائكة. و لكنه يختلف عن الملائكة في أنه خلق مختارا قادرا على طاعة الله و قادرا على المعصية بعكس الملائكة التي خلقت لتطيع الله فقط و ليس لها القدرة على الاختيار. و يستكمل الفصل الحديث عن إبليس و غروره و تمرده।

الفصل الثاني معصية الشيطان

عندما رفض إبليس طاعة أمر الله بالسجود لآدم لم يحاول التوبة أو الرجوع للحق بل أن الكبر و الغرور كان قد ملاه فمضي في المعصية فقال الحق تبارك و تعالى: (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ) عندما أدرك إبليس أن الكبر الذي ملا نفسه كبر زائف و أنه في الحقيقة لا يساوى شيئا في ذاته، امتلأ قلبه بالحقد على ادم لأنه اعتقد أنه السبب في كل ما حدث له في طرده و في هبوطه إلى أسفل السافلين و في غضب الله سبحانه و تعالى عليه و قد دفعه هذا الحقد إلى محاولة الانتقام من آدم و ذريته لذا توجه إلى الله يطلب منه أن يبقيه حيا إلى يوم القيامة فاستجاب الله له حتى تكتمل حكمة خلق الدنيا و هي أن الدنيا دار اختبار حيث اختار الله الأنس و الجن دون غيرهم من خلقه ليأتوه عن حب و رغبه حيث يكونون قادرين على المعصية لكنهم لا يفعلونها حبا في الله. و يذكر الكتاب قصة تروى عن الإمام أبى حنيفة حيث جاءه رجل ضاعت نقوده وطلب منه أن يفتيه فيما يفعل ليجدها فقال الإمام اذهب الليلة بعد صلاة العشاء وقف أمام ربك متهجدا إلى أن يطلع الفجر و قل لي ماذا سوف يحدث؟ و عندما جاءت صلاة الفجر جاء الرجل متهللا و قد وجد ماله فسأله أبو حنيفة كيف؟ فقال الرجل أنه ما كاد يقف للصلاة حتى تذكر مكانها فضحك الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه و قال و الله لقد علمت أن الشيطان لن يدعك تتم ليلتك مع ربك. و هكذا عندما عرف الشيطان أن هذا الرجل سيقوم ليلته مع الله أسرع إليه يرشده عن مكان المال حتى يمنعه من الاستمرار في ذكر الله.